نيلا إبراهيمي.. من «جحيم طالبان» إلى جائزة «السلام للأطفال»
نيلا إبراهيمي.. من «جحيم طالبان» إلى جائزة «السلام للأطفال»
عشرون عاماً مرّت على إطلاق جائزة السلام الدولية للأطفال، التي تُمنح سنوياً للطفل الذي كانت له إسهامات كبيرة في الدفاع عن حقوق الطفل وتحسين أوضاع الأطفال المعرضين للخطر في بلده أو في نطاق جغرافي مُعيّن.
ومن كنيسة نيو كيرك في العاصمة الهولندية أمستردام وبحضور شخصيات بارزة من مختلف أنحاء العالم أُعلن عن فوز المراهقة الأفغانية نيلا إبراهيمي (17 عاماً) بجائزة السلام الدولية للأطفال في نسختها العشرين، اعترافاً بالجهود الشجاعة التي بذلتها "صانعة التغيير الشابة" للدفاع عن حقوق الفتيات الأفغانيات واعترافاً بها كمصدر إلهام حقيقي، حيث قدمت رسالة أمل للشباب في جميع أنحاء العالم.
نيلا فازت بالجائزة بعد منافسة شديدة بين 165 مرشحة من 47 دولة حول العالم، لكن قصتها الاستثنائية أسهمت في فوزها بالجائزة بعد قيادتها حركة احتجاج غنائية في بلدها أفغانستان، واستمرارها في إلهام الفتيات الأفغانيات الأخريات لتأكيد حقوقهن والوقوف في وجه الظلم الذي يواجهنه من خلال التحدث أمام الجمهور وتبني قضيتهن في الأحداث العالمية.
وأمام جمهور الحفل بعد فوزها، قالت نيلا: "الفوز بجائزة السلام الدولية للأطفال يعني أن أصوات النساء والفتيات الأفغانيات سوف تتردد في جميع أنحاء العالم.. يتعين علينا جميعاً أن نستمر في منحهن القوة والأمل في أحلك الأوقات".
قصة نيلا
عندما التحقت نيلا بالمدرسة الثانوية في كابول، ظهر جلياً اهتمامها بالموسيقى، حيث كانت عضوة في فرقة صوت أفغانستان (SA) الموسيقية التي غنت من أجل السلام وحقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين والديمقراطية.
وفي مارس 2021، أصدرت مديرية التعليم في كابول أمراً تمييزياً يحظر على الفتيات فوق سن 12 عاماً الغناء في الأماكن العامة، وفي مواجهة هذا التمييز قررت نيلا، التي كانت تبلغ من العمر 14 عاماً في ذلك الوقت، رفع صوتها ضد الأمر.
وسجلت نيلا فيديو لنفسها وهي تغني، وقام شقيقها بنشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، وقالت وقتها: "هذا صوتي وصوت احتجاج جميع تلميذات المدارس ضد القرار التمييزي لمديرية التعليم في كابول، إن إلغاء صوتنا هو إلغاء لنا، نحن نقف متحدين ضد هذا القرار".
أسفرت جهود نيلا عن إلغاء القرار، لكن لم يكن في حساباتها أن طالبان ستصل مرة أخرى للحكم، وهي الجماعة المعروفة بمدى تطرفها، فبينما كانت تؤدي امتحانات منتصف العام الدراسي في أغسطس 2021، استعادت حركة طالبان السيطرة على كابول، ووجدت عائلة نيلا نفسها هدفاً لحركة طالبان.
وبمساعدة من مؤسسة "30 Birds Foundation " هربت نيلا مع عائلتها من أفغانستان إلى باكستان في رحلة برية محفوفة بالمخاطر، ثم من باكستان إلى مدينة ساسكاتون بكندا، حيث سعت أسرتها إلى الأمان وبداية جديدة.
وفي كندا شاركت نيلا في تأسيس مبادرة "قصتها" التي تشجع الفتيات الأفغانيات على مشاركة قصصهن، وتسليط الضوء على أصوات أولئك اللائي ما زلن في أفغانستان.
وبعد عام من الإقامة في ساسكاتون، انتقلت نيلا إلى كولومبيا البريطانية، حيث تدرس في مدرسة ثانوي بمنحة دراسية كاملة.
وفي كلمة ألقتها في مؤتمر "جنيف لحقوق الإنسان والديمقراطية" العام الماضي، قالت "إبراهيمي": "في كل يوم أفكر في هؤلاء الفتيات اللاتي تُرِكْن في أفغانستان بلا أمل".